أخبار وتقارير

الرئيس: من يتحدث عن شراء سلاح من روسيا بلا عقل ومصدر يؤكد أن مراكز قوى تستخدم باسندوة للضغط على هادي وتختلق قصص مفبركة عن تدخل أولاده

يمنات – الشارع

قال لـ"الشارع" مصدر رفيع إن رئيس الجمهورية, عبد ربه منصور هادي, كان غاضباً, في اجتماع أمس, من أداء حكومة الوفاق, وهاجم الوزراء والممارسات السيئة التي تورط فيها بعضهم دون تحديد اسم معين.

وطبقاً للمصدر, الذي حضر الاجتماع فقد خاطب هادي الوزراء قائلاً: "أنتم تمثلون حكومة إنقاذ للوطن, والشعب اليمني, قبل أن تكونوا ممثلين لأحزاب أو أشخاص أو جماعات, وعليكم أن تفهموا أن العالم في الداخل والخارج سيكتب عنكم؛ ما صنعتم في أصعب مرحلة لم يمر بها اليمن من قبل قط".

وأضاف: "لكن للأسف ما زال بعضكم مواليا لحزبه في عمله, حيث هناك منكم من مارس, خلال الفترة الماضية, أعمالا تتنافى مع العقل والمنطق, قبل القانون واللوائح, وكأننا عصابة".

وأوضح المصدر, الذي طلب عدم ذكر اسمه, كونه غير مخول بالحديث في هذا الموضوع, أن الرئيس هادي "تحدث عن سلبيات المرحلة السابقة من عمل حكومة الوفاق, وعما تم اتخاذه من قرارات بتعينات وتوظيفات دون توفير الشروط اللازمة".

وقال المصدر: "قال الرئيس هادي إنه كان يرفض المصادقة على قرارات تُرفع المصادقة على قرارات تُرفع إليه من قبل الحكومة, وكان يتم إعادة هذه القرارات دون المصادقة عليها, لأنها تُتخذ دون الالتزام بالمعايير, وفي صالح حزب بعينه, وجماعات وأشخاص, وتتضمن عمليات إقصاء".

وطبقاً للمصدر؛ فقد أضاف الرئيس هادي, مخاطباً الوزراء: "ويجب أن يعرف كل وزير أنه وزير بمطلق الصلاحيات في وزارته, وليس على الرئيس أن يتدخل, أو يعرقل عمل أي وزير, وهذا لن يحدث طالما وكان وزير يعمل من أجل الوطن والشعب الذي ينتظر أن يلمس خير حكومة الوفاق, ولكن, للأسف, منكم من مارس الإقصاء خدمة لحزبه, أو لصالح أشخاص".

وذكر المصدر أن رئيس الجمهورية "تحدث عما حصل, خلال العامين الماضيين, من توظيف بالآلاف في وزارتي الدفاع والداخلية باسم التجنيد الجديد, وقال إن هذا كان غير قانوني ولا يخدم المرحلة القادمة, لا اقتصادياً, ولا سياسياً, ولا حتى وطنياً".

وأضاف الرئيس: "وعليه؛ على وزارة الخدمة المدنية البدء بتنفيذ نظام البصمة في وزارتي الدفاع والداخلية, وأنا متأكد أنها سوف تفرز مزدوجين كثيرين, وسبق أن حاولنا, عام 2005م تطبيق نظام البصمة في وزارتي الدفاع والداخلية, إلا أن ذلك لم ينجح حتى بنسبة 50% بسبب عدة أشياء يعرفها البعض, أما الآن فمقومات النجاح متوفرة, وعلى وزارة الخدمة بدء تنفيذ نظام البصمة من مطلع الأسبوع القادم, وأحملها أي تواطؤ أو تقصير في عملها".

وقال المصدر: "سيكون الهدف من تطبيق نظام البصمة في وزارتي الدفاع والداخلية التأكيد من حقيقة المجندين, واستبعاد المزدوجين, وخاصة السنوات السابقة في بعض الوحدات والمعسكرات ولم يُسمح للجان الحصر العسكرية المعطلة من اجل إعادتها إلى الجاهزية.

وحسب المصدر؛ فقد قال هادي: "من يقول إني اشتريت سلاحاً بمليارات فهو بلا عقل, لأنه ليس لدينا مال؛ فالاقتصاد منهار, والبلد منهارة, والأمن منهار. كان الاتفاق مع الروس من اجل صيانة الأسلحة الموجودة هنا, والطائرات التي كانوا يدعون دائما أنها غير جاهزة فنياً".

وفيما أكد المصدر تصاعد الأزمة بين الرئيس هادي, ورئيس الوزراء؛ أرجع سبب ذكر الأول للثاني, في خطابة أمس أمام الوزراء وإعلان أنه سيعود إلى ممارسة مهامه, إلى فشل رئيس الجمهورية في تغيير الحكومة بسبب مقاومة ورفض الإصلاح لذلك.

وقال المصدر: "هناك ضغوط قطرية وخليجية من أجل عدم تغيير حكومة باسندوة, وتم إرسال جمال بن عمر إلى اليمن للاطلاع على مبررات الرئيس هادي التي يطرحها لتغيير باسندوة والحكومة الحالية, ومن المتوقع أن يجرى بن عمر مشاورات حول هذا الأمر, ويدفع نحو استكمال تنفيذ القرارات العسكرية التي اتخذها هادي مؤخرا".

وقال المصدر: "الهدف الرئيسي والأول لزيارة بن عمر الحالية هو حل الاحتقان والخلاف بين الرئيس هادي وباسندوة, وحل بقية القضايا العالقة في مؤتمر الحوار, وبالتأكيد سوف يطلع على سير تنفيذ القرارات الأخيرة التي أصدرها هادي, ومن معرقل لتنفيذها".

وأضاف المصدر: "تم الدفع منذ أشهر, بباسندوة للقول بأنه بدون صلاحيات, وأن الرئيس هادي محتكر كل الصلاحيات, وأن أولاده يديرون البلاد, وقد اعتكف باسندوة في منزله, قبل سفره, بمبرر أن أبناء الرئيس هادي يتدخلون في أعمال الحكومة, وأصبحوا عائقا لأعماله مع الرئيس لأن أي قرار يرفعه لا بد أن يمر عبرهم قبل وصوله إلى هادي, وكان يقول لزواره إنه نصح هادي ولم ينتصح, وكان يقول باسندوة إن ذلك جعله يبلغ المجلس الوطني الخاص بالثورة أنه سيتوقف عن العمل في بيته حتى يتراجع هادي عن تهميشه, وتهميش الحكومة, ويوقف تدخل أولاده".

وتابع: "وتم تسريب هذا الأمر عبر القول إن محمد اليدومي ذهب إلى باسندوة في منزله, قبل سفره وأقنعه بعدم الاصطدام بالرئيس هادي, وابلغه أن عليه أن يعود إلى ممارسة عمله, لهذا عاد باسندوة بعد ذلك, إلا إنه لم يستطع أن يتحمل بسبب الأسباب السابقة, وهو الأمر الذي جعله يُغادر البلاد.

وهذه القصة المفبركة تم نشرها في صحيفة علي محسن من اجل الضغط على هادي وإجباره على عدم تغيير الحكومة".

وزاد المصدر: "هناك لعبة تتم ضد الرئيس هادي للضغط عليه, ويتم في هذه اللعبة استخدام باسندوة, وهناك مشاكل قائمة وغير معلنة بين هادي وعلي محسن الأحمر, وهذه الضغوط تُمارس من أجل عدم السماح لهادي في تشكيل حكومة جديدة, وتغيير باسندوة وعدد من الوزراء الذين أثبتوا فشلهم وتورطوا في قضايا النظام, وهو يريد اليوم تعليق فشله على أولاد هادي.

وقال المصدر: "كان ظهور باسندوة الليلة (ليلة أمس) وهو في الأردن أمراً مفاجئا, وتضمن ظهور رسالة أكد فيها أنه سيعود لممارسة عمله كرئيس للحكومة, بعد أن تأكد أن حلفاءه في صنعاء أفشلوا مساعي هادي لتشكيل حكومة كفاءات جديدة". وأفاد المصدر أن الرئيس هادي كان, أمس, مستاء بشكل كبير من تطور الوضع, وإعاقة تشكيل حكومة جديدة تعمل على إنقاذ البلاد من الانهيار التي تقف على مشارفه.

ووصل المبعوث الأممي إلى اليمن, جمال بن عمر, أمس, إلى العاصمة صنعاء, لمتابعة تنفيذ عملية انتقال السلطة في اليمن, ومتابعة الحوار الوطني, وتنفيذ القرارات العسكرية الأخيرة التي أصدرها رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي, في العاشر من أبريل الماضي, وتضمنت تعيينات عدة, بينها تسمية المناطق العسكرية وقادتها.

 وأعرب بن عمر عن "تفاؤله بتعاون جميع الأطراف السياسية اليمنية في إنجاح مؤتمر الحوار الوطني وخروجه بمخرجات تصب في مصلحة إنجاح المرحلة الانتقالية في اليمن".

 وقال لوكالة "سبأ" لدى وصوله إلى صنعاء, إنه سيلتقي الرئيس هادي وأعضاء الحكومة وقيادات الأحزاب السياسية ومختلف المكونات المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني, من أجل مساعدة جميع الأطراف في الدفع بعملية الحوار وإنجاح التجربة الفريدة.

وأشار إلى أن بداية الحوار كانت جيدة بين جميع الأطراف, حيث طرحت رؤى وبرامج حول القضايا المطروحة في اليمن.

زر الذهاب إلى الأعلى